فصل: ذكر موت حيان النبطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكامل في التاريخ **


  ذكر موت حيان النبطي

وقد ذكر من أمر حيان فيما تقدم عند قتل قتيبة وأنه ساد وتقدم بخراسان فلما قال سورة بن الحر‏:‏ يا نبطي وأجابه حيان فقال‏:‏ أنبط الله وجهك على ما تقدم آنفا حقدها عليه سورة فقال لسعيد حذينة‏:‏ إن هذا العبد أعدى الناس للعرب والوالي وهو أفسد خراسان على قتيبة وهو واثب بك يفسد عليك خراسان ثم يتحصن في بعض هذه القلاع‏.‏

فقال سعيد‏:‏ لا تسمعن هذا أحدًا‏.‏

ثم دعا في مجلسه بلبن وقد أمر بذهب فسحق وألقي في اللبن الذي في إناء حيان فشربه حيان ثم ركض سعيد والناس معه أربعة فراسخ ثم رجع فعاش حيان أربعة أيام ومات وقيل‏:‏ إنه لم يمت هذه السنة وسيرد ذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى‏. ‏ ذكر عزل مسلمة عن العراق وخراسان وولاية ابن هبيرة

وكان سببب ذلك أنه ولي العراق وخراسان فلم يرفع من الخراج شيئًا واستحيا يزيد بن عبد الملك أن يعزله فكتب إليه‏:‏ استخلف على عملك وأقبل‏.‏

وقيل‏:‏ إن مسلمة شاور عبد العزيز بن حاتم بن النعمان في الشخوص إلى يزيد ليزوره‏.‏

قال‏:‏ أمن شوق إليه إن عهدك منه لقريب‏.‏

قال‏:‏ لا بد من ذلك‏.‏

قال‏:‏ إذا لا تخرج من عملك حتى تلقى الوالي عليه‏.‏

فسار مسلمة فلقيه عمر بن هبيرة الزاري بالعراق على دواب البريد فسأله عم مقدمة فقال عمر‏:‏ وجهني أمير المؤمنين في حيازة أموال بني المهلب‏.‏

فلما خرج من عنده أحضر مسلمة عبد العزيز بن حاتم وأخبره خبر ابن هبية فقال‏:‏ قد قلت لك‏.‏

قال مسلمة‏:‏ فإنه جاء لحيازة أموال آل المهلب‏.‏

قال‏:‏ هذا أعجب من الأول يكون ابن هبيرة على الجزيرة فيعزل عنها ويبعث لحيازة أموال بني المهلب ولم يكتب معه إليك كتاب‏!‏ فلم يلبث حتى أتاه ابن هبيرة عمالة والغلظة عليهم فقال الفرزدق‏:‏ راحت بمسلمة البغال عشيةً فارعي فزارة لا هناك المرتع عزل ابن بشرٍ وابن عمرو قبله وأخو هراة لمثلها يتوقع يعني بابن بشر بن مروان وبابن عمرو محمدًا ذا الشامة وبأخي هراة سعيد خذينة‏.‏

وأما ابتداء أمر ابن هبيرة حتى ولي العراق فإنه قدم من البادية من بني فزارة فافترض مع بعض ولاة الحرب وكان يقول‏:‏ لأرجو أن لا تنقضي الأيام حتى ألي العراق‏.‏

وسار مع عمرو بن معتوية العقيلي إلى غزو الروم فأتي بفرس رائع إلا أنه لا يستطاع ركوبه فقال‏:‏ من ركبه فهو له فقام عمر بن هبيرة وتنحى علن الفرس وأقبل حتى إذا كان بحيث تناله رجلا الفرس إذا رمحه وثب فصار على سرجه فأخذ الفرس‏.‏

فلما خلع مطرف بن المغيرة بن شعبة الحجاج سار عمر بن هبيرة في الجيش الذين حاربوه من الري فلما التقى العسكان التحق ابن هبيرة بمطرف مظهر أنه معه فلما جال الناس كان ممن قتله وأخذ رأسه وقيل قتله غيره وأخذ هو رأسه وأتى به عديا فأعطاه مالًا وأوفده إلى الحجاج بالرأس فسيره الحجاج إلى عبد الملك فأقطعه ببرزة وهي قرية بدمشق وعاد إلى الحجاج

فوجهه إلى كردم بن مرثد الفزاري ليخلص منه مالًا فاخذه منه وهرب إلى عبد الملك وقال‏:‏ أنا عائذ بالله وبأمير المؤمنين من الحجاج فإنني قتلت ابن عمه مطرف بن المغيرة وأتيت أمير المؤمنين برأسه ثم رجعت فأراد قتلي ولست آمن أن ينسبني إلى أمر يكون فيه هلاكي‏.‏

فقال‏:‏ أنت في جواري‏.‏

فأقام عنده فكتب فيه الحجاج إلى عبد الملك يذكر أخذه المال وهربه فقال له‏:‏ أمسك عنه‏.‏

وتزوج بعض ولد عبد الملك بنتا للحجاج فكان ابن هبيرة يهدي ويبرها وييسر عليها فكتب إلى أبيها تثني عليه فكتب إليه الحجاج يأمره أن ينزل به حاجاته وعظم شأنه بالشام‏.‏

فلما استخلف عمر بن عبد العزيز استعمله على الجزيرة فلما ولي يزيد بن عبد الملك ورأى ابن بيرة تحكم حرابة عليه تابع هداياه إليها وإلى يزيد بن عبد الملك فعملت له في ولاية العراق فولاه يزيد‏.‏

وكان ابن هبيرة بينه وبين القعقاع بن خليد العبسي تحاسد فقال القعقاع‏:‏ من يطيق ابن هبيرة حبابة بالليل وهداياه بالنهار‏!‏ فما ماتت حبابة قال القعقاع‏:‏ هلم فقد ماتت حبابة سامين بنفسك يقدمك الذرى والكمواهل أغرك أن كانت حبابة مرةً تميحك فانظر كيف ما أنت فاعل في أبيات‏.‏

وكان بينه وبين القعقاع يومًا كلام فقال له القعقاع‏:‏ يا بن اللخناء من قدمك فقال‏:‏ قدمك أنت وأهلك أعجاز الغواني وقدمتي صدور العوالي‏.‏

فسكت القعقاع‏.‏

يعني أن عبد الملكل قدمهم لما تزوج إليهم فإن أم الوليد وسليمان ابني عبد الملكل بن مروان عبسية ذكر بعض الدعاة للدولة العباسية وفي هذه السنة وحه ميسرة رسله من العراق إلى خراسان فظهر أمر الدعاة بها فجاء عمر بن بحير بن ورقاء السعدي إلى سعيد خذينة فقال له‏:‏ إن هاهنا قومًا قد ظهر منهم كلام قبيح وأعلمه حالهم فبعث سعيد إلهم فأتي بهم فقال‏:‏ ممن أنتم قالوا‏:‏ ناس من التجار‏.‏

قال‏:‏ فما هذا الذي يحكى قالزا‏:‏ لا ندري‏.‏

قال‏:‏ جئتم دعاة قالوا‏:‏ إن لنا في أنفسنا وتجارتنا شغلًا عن هذا‏.‏

فقال‏:‏ مني يعرف هؤلاء فجاء ناس من أهل خراسان أكثرهم من ربيعة واليمن فقالوا‏:‏ نحن نعرفهم وهم علينا إن أتاك منهم شيء تكرهه‏.‏

فخلى سبيلهم‏.‏

  ذكر قتل يزيد بن أبي مسلم

قيل‏:‏ كان يزيد بن عبد الملك قد استعمل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية سنة إحدى ومائة وقيل هذه السنة وكان سبب قتله أنه عزم أن يسير فيهم بسيرة الحجاج في أهل الإسلام الذين سكنوا

الأمصار ممن كان أصله من السواد من أهل الذمة فأسلم بالعراق فإنه ردهم إلى قراهم ووضع الجزية على رقابهم على نحو ما كانت تؤخد منهم وهم كفار فلما عزم يزيد على ذلك اجتمع رأيهم على قتله وولوا على أنفسهم الوالي الذي ككان عليهم قبل يزيد بن أبي مسلم وهو محمد بن زيد فولي الأمصار وكان عندهم وكتبوا إلى يزيد بن عبد الملك‏:‏ إنا لم نخلع أيدينا من طاعة ولكن يزيد بن أب مسلم سامنا ما لا يراه الله والمسلمون فقتلناه وأعدنا عاملك‏.‏

فكتب إليهم يزيد بن عبد الملك‏:‏ إني لم أرض ما صنع يزيد بن أبي مسلم وأقر محمد ابن يزيد على عمله‏.‏

  ذكر عدة حوادث

في هذه السنة غزا عمر بن هبيرة الروم من ناحية أرمينية وهو على الجزيرة قبل أن يلي العراق فهزمهم وأسر منهم خلقًا كثيرًا وقتل سبعمائة أسير‏.‏

وفيها غزا عباس بن الوليد بن عبد الملك الروم فافتتح دلسة‏.‏

وحج بالناس هذه السنة عبد الرحمن بن الضحاك وهو عامل المدينة وكان على مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد‏.‏

وكان على الكوفة محمد بن عمرو ذو الشامة وعلى قضائها القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعلى البصرة عبد الله بن بشر بن مروان إلى أن عزله عمر بن هبيرة وعلى خراسان سعيد خذينة وعلى مصر أسامة بن زيد‏. ‏  ثم دخلت سنة ثلاث ومائة

  ذكر استعمال سعيد الحرشي على خراسان

في هذه السنة عزل عمر بن هبيرة سعيد خذينة عن خراسان‏.‏

وكان سب عزله أن المجشر بن مزاحم السلمي وعبد الله بن عمير الليثي قدما على عمر بن هبيرة فشكواه فعزله واستعمل سعيد بن عمروا الحرشي بلحاء المهملة والشين المعجمة من بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‏.‏

وكان خذينة غازيا بباب سمرقند فبلغه عزله وخلف بسمرقند ألف رجل‏.‏

وقيل‏:‏ إن عمر بن هبيرة كتب إلى يزيد بن عبد الملك بأسماء من أبلى يوم العقر ولم يذكر سعيدًا الحرشي فقال يزيد‏:‏ لم يذكر الحرشي وكتب إلى عمر بن هبيرة أن أول الحرشي خراسان فولاه فقدم بين يديه المجشر بن مزاحم السلمي فقال نهار بن توسعة‏:‏ فهل من مبلغ فتيان قومي بأن النبل ريشت كل ريش وقدم سعيد الحرشي خراسان فلم يعرض لعمال خذينة وقرأ رجل عهده فلحن فيه فقال‏:‏ صه مهما سمعتم فهو من الكتاب والأمير منه بريء‏.‏

ولما قدم الحرشي خراسان كان الناس بإزاء العدو وكانوا قد نكبوا فخطبهم وحثهم على الجهاد وقال‏:‏ إنكم لا تقاتلون بكثرة ولا بعدة ولكن بنصر الله وعز الإسلام فقالوا‏:‏ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقال‏:‏ فلست لعامر إن لم تروني أمام الخيل أطعن بالعوالي وأضرب هامة الجبار منهم بعضب الحد حودث بالصقال فما أنا في الحروب بمستكين ولا أخشى مصاولة الرجال أبى لي والدي من كل ذم وخالي في الحوادث خير خال فلما سمع أهل الصغد بقدوم الحرشي خافوا على نفوسهم لأنهم كانوا قد أعانوا لترك أيام خذينة فاجتمع عظماؤهم على الخروج من بلادهم فقال لهم ملكهم‏:‏ لا تفعلوا أقيموا واحملوا الخراج ما مضى واضمنو له خراج ما يأتي وعمارة الأرض والغزو معه إن أراد ذلك واعتذروا مما كان منكم وأعطوه رهائن‏.‏

قالوا‏:‏ نخاف أن لا يرضى ولا يقبل ذلك منا ولكنا نأتي خجندة فنستجير ملكها ونرسل إلى الأمير فنسأله الصفح عما كان منا ونوثق أنه لا يرى أمرًا يكرهه‏.‏

فقال‏:‏ أنا رجل منكم والذي أشرت به عليكم خير لكم‏.‏

فأبوا وخرجوا إلى خجندة وأرسلوا إلى ملك فرغانة يسألونه أن يمنعهم وينزلهم مدينته فأراد أن يفعل فقالت أمه‏:‏ لا يدخل هؤلاء الشياطين مدينتك ولكن فرغ لهم رستاقًا يكونون فيه فأرسل إليهم‏:‏ سموا رستاقًا تكونون فيه حتى أفرغه لكم وأجلوني أربعين يومًا وقيل عشرين يومًا‏.‏

فاختاروا شعب عصام بن عبد الله الباهلي وكان قتيبة قد خلفه فيهم فقال‏:‏ نعم ولا أنا على عقد وجوار حتى تدخلوه وإن أتتكم العرب قبل أن تدخلوه لم أمنعكم‏.‏فرضوا ففرغ لهم الشعب‏.‏

ذكر عدة حوادث

قيل‏:‏ وفي هذه السنة أغارت الترك على اللان‏.‏

وفيها غزا العباس بن الوليد الروم ففتح مدينة يقال لها دلسة‏.‏

وفيها جمعت مكة والمدينة لعبد الرحمن بن الضحاك‏.‏

وفيها ولي عبد الواحد بن عبد الله النضري الطائف وعزل عبد العزيز بن عبد الله بن خالد عنه وعن مكة‏.‏

وحج بالناس عبد الرحمن بن الضحاك وكان عامل مكة والمدينة وكان على العراق عمر بن هبيرة وعلى خراسان الحرشي وعلى قضاء الكوفة القاسم بن عبد الرحمن وعلى قضاء البصرة عبد الملك بن يعلي‏.‏

وفي هذه السنة مات الشعبي وقيل ينة أربع وقيل خمس وقيل سبع ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة‏.‏

وفيها مات يزيد بن الأصم وهو ابن أخت ميمونة زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيل‏:‏ مات سنة أربع ومائة وعمره ثلاث وسبعون سنة‏.‏

وفيها مات أبو بردة بن أبي موسى الأشعري‏.‏

ويزيد ابن نمير السكوني‏.‏

وفيها توفي عطاء بن يسار وهو أخو سليمان يسار بالياء المثناة من تحت والسين المهملة‏.‏

وفيها توفيت عمرة بنت عبد الرحمن ابن يعبد ابن زرارة الأنصارية وهي ابنة سبع وسبعين سنة‏.‏

وفيها توفي مصعب ابن سعد بن أبي وقاص‏.‏

ويحيى بن وثاب الأسدي المنقري‏.‏

وعبد العزيز ابن حاتم بن النعمان الباهلي وكان عامل عمر بن العزيز على الجزيرة‏.‏

  ثم دخلت سنة أربع ومائة

  ذكر الوقعة بين الحرشي والصغد

قيل‏:‏ وفي هذه السنة غزا الحرشي فقطع النهر وسار فنزل في قصر الريح على فرسخين من قيل‏:‏ وفي هذه السنة غزا الحرشي فقطع النهر وسار فنزل في قصر الريح على فرسخين من الدبوسية ولم يجتمع إليه جنده فأمر بالرحيل فقال له هلال بن عليم الحنظلي‏:‏ يا هناه إنك وزيرًا خير منك أميرًا لم يجتمع إليك جندك وقد أمرت بالرحيل‏.‏

فعاد فأمر بالنزور وأتاه ابن عم ملك فرغانة فقال له‏:‏ إن أهل الصغد بخجندة وأخبره بخبرهم وقال‏:‏ عاجلهم قبل أن يصلوا إلى الشعب فليس لهم جوار علينا حتى يمضي الأجل‏.‏فوجه معه عبد الرحمن القشيري وزياد بن عبد الرحمن في جماعة ثم ندم بعدما فصلوا وقال‏:‏ جائني علج لا أعلم أصدق أم كذب فغررت بجندٍ من المسلمين فارتحل في أثرهم حتى نزل أشروسنة فصالحهم بشيء يسير‏.‏

فبينا هو يتعشى إذ قيل له هذا عطاء الدبوسي وكان مع عبد الرحمن فسقطت اللقمة من يده ودعاء بعطاء فقال‏:‏ ويلك قاتلتم أحدًا قال‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ لله الحمد‏!‏ وتعشى وأخبره بما قدم له فسار مسرعًا حتى لحق القشيري بعد ثلاثة أيام وسار فلما انتهى إلى حجندة قال له بعض أصحابه‏:‏ ما ترى قال‏:‏ أرى المعالجة‏.‏

قال‏:‏ لا أرى ذلك إن جرح رجل فإلى أين يرجع وأقتل قتيل فإلى من يحمل ولكني أرى النزول والتأني والاستعداد للحرب‏.‏

فنزل فأخذ في التأهي فلم يخرج أحد من العدو فجبن الناس الحرشي وقالوا‏:‏ كان يذكر بشجاعة وديانة فلما صار بالعراق ماق‏.‏

فحمل رجل من العرب فضرب باب خجندة بعمود ففتح الباب وكانوا حفروا في ربضهم وراء الباب الخارج خندقًا وغطوه بقصب وتراب مكيدة وأرادوا أذ التقوا إن انهزموا كانو قد عرفوا الطريق ويشكل على المسلمين ويسقطون في الخندق فلما خرجوا قاتلوهم فانهزموا وأخطأهم الطريق فسقطوا في الخندق وأخرج منهم المسلمون أربعين رجلًا‏.‏

وحصرهم الحرشي ونصب عليهم المجانيق‏.‏

فأرسلوا إلى ملك فرغانة‏:‏ غنك غدرت بنا وسألوه أن ينصرهم فقال‏:‏ قد أتوكم قبل انقضاء الأجل ولستم في جواري‏.‏

فطلبوا الصلح وسألوا الأمان وأن يردهم إلى الصغد واشترط عليهم أن يردوا ما في أيديهم من نساء العرب ودراريهم وأن يؤدوا ما كسروا من الخراج ولا يغتالوا أحدًا ولا يتخلف منهم بخجندة أحد فإن أحدثوا حدثًا حلت دامؤهم‏.‏

فخرج إليهم الملوك والتجار من الصغد وترك أهل خجندة على حالهم ونزل عظماء الصغد على الجند الذين يعرفونهم ونزل كارزنج على أيوب بن أبي حسان‏.‏

وبلغ الحرشي أنهم قتلوا امرأة ممن كان في أيديهم فقال‏:‏ بلغني أن ثابتًا قتل امرأة ودفنها فجحد فسأل فإذا الخبر صحيح فدعا بثابت إلى خيمته فقتله فلما سمع كارزنج بقتله خاف أن يقتل وأرسل إلى ابن أخيه ليأتيه بسراويل وكان قد قال لابن أخيه‏:‏ إذا طلبت سراويل فاعلم أنه القتل فبعث به إليه وخرج واعترض الناس فقتل ناسًا وتضعضع العسكر ولقوا منه سرًا أنهى إلى ثابت بن عثمان بن مسعود فقتله ثابت‏.‏

وقتل الصغد أسرى عندهم من المسلمين مائة وخمسين رجلًا فأخبر الحرشي بذلك فسأل

فرأى الخبر صحيحًا فأمر بقتلهم وعزل التجار عنهم فقاتلهم الصغد بالخشب ولم يكن لهم سلاح فقتلوا عن آخرهم وكانوا ثلاثة آلاف وقيل سعة آلاف واصطفى أموال الصغد وذراريهم وأخذ منها ما أعجبه ثم دعا ملسم بن بديل العدوي عدي الرباب وقال‏:‏ وليتك المقسم‏.‏

فقال‏:‏ بعدما عمل فيه عمالك ليلة‏!‏ وله غيري فولاه غيره‏.‏

وكتب الحرشي إلى يزيد بن عبد الملك ولم يكتب إلى عمر بن هبيرة فكان هذا مما أوغر صدره عليه وقال ثابت قطنة يذكر ما أصابوا من عظمائهم‏:‏ أقر العين مصرع كارزنج وكشكير وما لاقى يباد وديوشتى وما لاقى خلنج بحصن خجند إذا دمروا فبادروا يقال‏:‏ إن دويشتى دهقان سمرقند واسمه ديو أشنج فأعربوه وقيل‏:‏ كان على أقباض خجندة علباء بن أحمر اليشكري فاشترى رجل منهم جونة بدرهمين فوجد فيها سبائك ذهب فرجع وقد وضع يده على وجهه كأنه رمد فرد الجونة وأخذ الدرهمين فطلب لم يعرف‏.‏

وسرح الحرشي سليمان بن أبي السري إلى حصن لا يطيف به وادي الصغد إلا من وجه واحد ومعه خوارزمشاه وصاحب آخرون وشومان فسير سليمان على مقدمته المسيب بن بشر الرياحي فتلقوه على فرسخ فهزمهم حتى ردهم إلى حصنهم فحصرهم فطلب الديوشتى أن ينزل على حكم الحرشي فسيره إليه فأكرمه وطلب أهل القلعة الصلح على أن لا يتعرض لنسائهم زراريهم ويسلمون القلعة‏.‏

فبعث سليمان إلى الحرشي ليبعث الأمناء لقبض ما في القلعة فبعث من قبضه وباعوه وقسموه‏.‏

وسار الحرشي إلى كش وصالحوه على عشرة آلاف رأس وقيل ستة آلاف رأس‏.‏

وسار إلى زلرنج فوافاه كتاب ابن هبيرة بإطلاق ديوشتى فقتله وصلبه وولى نصر بن سيار قبض صلح كش واستعمل سليمان بن أبي السري على كش ونسف حربها وخراجها‏.‏

وكانت خزائن منيعة فقال المجشر للحرشي‏:‏ ألا أدلك على من يفتحها لك بغير قتال قال‏:‏ بلى‏.‏

قال‏:‏ المسربل بن الخريت بن راشد الناجي فوجهه إليها وكان صديقًا لملكها واسم الملك سبغرى فأخبر الملك بما صنع الحرشي بأهل خجندة وخوفه قال‏:‏ فما ترى قال‏:‏ أن تنزل بأمان‏.‏

قال‏:‏ فما أصنع بمن لحق بي قال‏:‏ تجعلهم في أمانك فصالحهم فأمنوه وبلاده ورجع الحرشي إلى بلاده ومعه سبغرى فقتل سبغرى وصلب ومعه الأمان‏.‏

  ذكر ظفر الخزر بالمسلمين

في هذه السنة دخل جيش للمسلمين بلاد الخزر من أرمينية وعليهم ثبيت النهراني فاجتمعت الخزر في جمع كثير وأعانهم قفجان وغيرهم من أنواع الترك فلقوا المسلمين في مكان يعرف بمرج الحجارة فاقتتلوا هنالك قتالًا شديدًا فقتل من الملمين بشر كثير واحتوت الخزر على عسكرهم وغنموا جميع ما فيه وأقبل المنهزمون إلى الشام فقدموا على يزيد بن عبد الملك وفيهم قبيت فوبخهم يزيد على الهزيمة فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين ما جبنت ولا نكبت عن لقاء العدو ولقد لصقت الخيل بالخيل والرجل بالرجل ولقد طاعنت حتى انقصف رمحي وضاربت حتى انقطع سيفي غير أن الله تبارك وتعالى يفعل ما يريد‏.‏

  ذكر ولاية الجراح أرمينية وفتح بلنجر وغيرها

لما تمت الهزيمة المذكورة على المسلمين طمع الخزر في البلاد فجمعوا وحشدوا واستعمل يزيد بن عبد الملك الجراح بن عبد الله الحكمي حينئذ على أرمينية وأمده بجيش كثيف وأمره بغزو الخزر وغيرهم من الأعداء وبقصد بلاده‏.‏

فسار الجراح وتسامع الخزيرية فعادوا حتى نزلوا بالباب والأبواب ووصل الجراح إلى برذعة فأقام حتى استراح هو ومن معه سار نحو الخزر فعبر نهر الكر فسمع بأن بعض من معه من أهل تلك الجبال قد كاتب ملك الخزر يخبره بمسير الجراح إليه فحينئذ أمر الجراح مناديه فنادى في الناس‏:‏ إن المير مقيم ها هنا عدة أيام فاستكثروا من الميرة فكتب ذلك الرجل إلى ملك الخزر يخبره أن الجراح مقيم ويشير عليه بترك الحركة لئلا يطمع المسلمون فيه‏.‏

فلما كان الليل أمر الجراح بالرحيل فسار مجدًا حتى انتهى إلى مدينة الباب والأبواب فلم ير الخزر فدخل البلد فبث سراياه في النهب والغارة على ما يجاوره فغنموا وعادوا من الغد وسار الخزر إليه وعليهم ابن ملكهم فالتقوا عند نهر الران واقتتلوا قتالًا شديدًا وحرض الجراح أصحابه واشتد القتال فظفروا بالخزر وهزموهم وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فقتل منهم خلق كثير وغنم المسلمون جميع ما معهم وساروا حتى نزلوا على حصن يعرف بالحصين فنزل أهله بالأمان على مال يحملونه فأجابهم ونقلهم عنها‏.‏

ثم سار إلى مدينة يقال لها يرغوا فأقام عليها ستة أيام وهو مجد في قتلهم فطلبوا الأمان فأمنهم وتسلم حصنهم ونقلهم منه‏.‏

ثم سار الجراح إلى بلنجر وهو حصن مشهور من حصونهم فنازله وكان أهل الحصن قد جمعوا ثلاثمائة عجلة فشدوا بعضها إلى بعض وجعلوها حول حصنهم ليحتموا بها وتمنع المسلمين من الوصول إلى الحصن وكانت تلك العجل أشد شيء على المسلمين في قنالهم‏.‏

فلما رأوا الضرر الذي عليهم منها انتدب جماعة منهم نحو ثلاثين رجلًا وعاهدوا على الموت وكسروا جفون سيوفهم وحملوا حملة رجل واحد وتقدموا نحو العجل وجد الكفار في قتالهم ورموا من النشاب ما كان يحجب الشمس فلم يرجع أولئك حتى وصلوا إلى العجل وتعلقوا ببعضها وقطعوا الجبل الذي يمسكها وجذبوها فانحدرت وتبعها سائر العجل لأن بعضها كان مشدودًا إلى بعض وانحدر الجميع إلى المسلمين والتحم القتال واشتد وعظم الأمر على الجميع حتى بلغت القلوب الحناجر‏.‏

ثم إن الخزر انهزموا واستولى المسلمون على الحصن عنوة وغنموا جميع ما فيه في ربيع الأول فأصاب الفارس ثلاثمائة دينار وكانوا بضعة وثلاثين دينار وكانوا بضعة وثلاثين ألفًا‏.‏

ثم إن الجراح أخذ أولاد صاحب بلنجر وأهله وأرسل إليه فأحضره ورد إليه أمواله وأهله وحصنه وجعله عينًا لهم يخبرهم بما يفعله الكفار‏.‏

ثم سار عن بلنجر فنزل على حصن السويدر وبه نحو أربعين ألف بيت من الترك فصالحوا الجراح على مال يؤدونه‏.‏

ثم إن أهل تلك البلاد تجمعوا وأخذوا الطرق على المسلمين فكتب صاحب بلنجر إلى الجراح يعلمه بذلك‏.‏

فعاد مجدًا حتى وصل إلى رستاق ملى وأدركهم الشتاء فأقام المسلمون به وكتب الجراح إلى يزيد بن عبد الملك يخبره بما فتح الله عليه وبما اجتمع من الكفار ويسأله المدد‏.‏

فوعده إنفاذ العساكر إليه فأدركه أجله قبل إنفاذ الجيش

  ذكر عزل عبد الرحمن بن الضحاك عن المدينة ومكة

وفي هذه السنة عزل يزيد بن عبد الملك عبد الرحمن بن الضحاك عن المدينة ومكة وكان عامله عليهما ثلاث سنين وولى عبد الواحد النضري‏.‏

وكان سبب ذلك أن عبد الرحمن خطب فاطمة بنت الحسين بن علي فقالت‏:‏ ما أريد النكاح ولقد قعدت على بني هؤلاء‏.‏

فألح عليها وقال‏:‏ لئن لم تفعلي لأجلدن أكبر بنيك في الخمر يعني عبد الله بن الحسن بن الحسين ابن علي وكان على الديوان بالمدينة ابن هرمز رجل من أهل الشام وقد رفع حسابه ويريد أن يسير إلى يزيد فدخل على فاطمة يودعها فقال‏:‏ هل من حاجة فقالت‏:‏ تخبر أمير المؤمنين بما ألقى من ابن الضحاك وما يتعرض مني وبعثت رسولًا بكتابك إلى يزيد بخبره بذلك‏.‏

وقدم ابن هرمز على يزيد فاستخبره عن المدينة وقال‏:‏ هل من مغربة خبر فلم يذكر شأن فاطمة‏.‏

فقال الحاجب ليزيد‏:‏ بالباب رسول من فاطمة بنت الحسين‏.‏

فقال أبن هرمز‏:‏ إنها حملتني رساةً إليك‏.‏

وأخبره بالخبر‏.‏

فنزل من فراسه وقال‏:‏ لا أم لك‏!‏ عندك هذا ولا تخبرنيه فاعتذر بالنسيان وأذن لرسولها فأدخله وأخذ الكتاب فقرأه وجعل يضرب بخيزران في يده ويقول‏:‏ لقد اجترأ ابن الضحاك هل من رجل يسمعني صوته في العذاب قيل له‏:‏ عبد الواحد بن عبد الله النضري‏.‏

فكتب بيده إلى عبد الواحد‏:‏ قد وليتك المدينة فاهبط إليها واعزل عنها ابن الضحاك وأغرمه أربعين ألف دينار وعذبه حتى أسمع صوته وأنا على فراشي‏.‏

وسار البريد بالكتاب ولم يدخل على ابن الضحاك فأخبر ابن الضحاك فأحضر البريد وأعطاه ألف دينار ليخبره خبره فسار ابن الضحاك مجدًا فنزل على مسلمة بن عبد الملك فاسجاره فحضر مسلمة عنه يزيد فطلب إليه حاجة خاله فقال‏:‏ كل حاجة خاله فقال‏:‏ كل حاجة فهي لك إلا ابن الضحاك‏.‏

فقال‏:‏ هي والله ابن الضحاك‏.‏

فقال‏:‏ والله لا أعفيه أبدًا‏.‏

وردة إلى المدينة إلى المدينة إلى عيد الواحد فعذبه ولقي شرًا ثم لبس جبة صوف يسأل الناس‏.‏

وكان قدوم النضري في شوال سنة أربع ومائة‏.‏

وكان ابن الضحاك قد آذى الأنصار طرًا فهجاه الشعراء وذمه الصالحون ولما وليهم النضري أحسن السيرة فأحبوه وكان خيرًا يستشير فيما يرد فعله القاسم بن محمد وسالم ابن عبد الله بن عمر‏.‏

  ذكر ولادة أبي العباس السفاح

وقيل‏:‏ وفيها ولد أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن علي في ربيع الآخر وهو السفاح ووصل إلى أبيه محمد بن علي أبو محمد الصادق من خراسان في عدة من أصحابه فأخرج إليهم أبا العباس في خرقة وله خمسة عشر يومًا وقال لهم‏:‏ هذا صاحبكم الذي يتم الأمر على يده فقلبوا أطرافه وقال لهم‏:‏ والله ليتمن الله هذا الأمر حتى تدركوا ثأركم من عدوكم‏.‏

  ذكر عزل سعيد الحرشي

وفي هذه السنة عزل بن هبيرة سعيدًا الحرشي عن خراسان وولاها مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي‏.‏

وكان السبب في ذلك ما كان كتبه ابن هبيرة إلى الحرشي بإطلاق الديوشتى فقتله وكان يستخف بابن هبيرة ويذكره بأبي المثنى ولا يقول الأمير فيقول‏:‏ قال أبو المثنى وفعل أبو المثنى فبلغ ذلك ابن هبيرة فأرسل جميل بن عمران ليعلم حال الحرشي وأظهر أنه ينظر في الدواوين فلما قدم على الحرشي قال‏:‏ كيف أبو المثنى فقيل له‏:‏ إن جميلًا لم يقدم إلا ليعلم علمك‏.‏

فسم بطيخة وبعث بها إليه فأكلها ومرض وسقط شعره ورجع إلى ابن هبيرة وقد عولج فصح فقال له‏:‏ الأمر أعظم مما بلغك ما يرى الحرشي إلا أنك عامل له فغضب وعزله ونفح في بطنه النمل وسمر ليلة ابن هبيرة فقال‏:‏ من سيد قيس فقالوا‏:‏ الأمير‏.‏

قال‏:‏ دعوا هذا سيد قيس الكوثر بن زفر لوثور بليل لوافاه عشرون ألفًا لا يقولون لم دعوتنا وفارسها هذا الحمار الذي في الحبس وقد أمرت بقتله يعني الحرشي فأما خير قيس لها فعسى أن أكونه‏.‏

فقال له أعرابي من بني فزارة‏:‏ لو كنت كما تقول ما أمرت بقتل فارسها‏.‏

فأرسل إلى معقل بن عروة أن كف عن قتله وكان قد لسمه إليه ليقتله وكان ابن هبيرة لما ولى مسلم ابن سعيد خراسان أمره بأخذ الحرشي وتقيده وانفاذ إله فقدم مسلم دار الإمارة فرأى الباب مغلقًا فقيل للحرشي‏:‏ قدم مسلم فأرسل إليه‏:‏ أقدمت أميرًا أو وزيرًا أو زائرًا فقال‏:‏ مثلي لا يقدم زائرًا ولا وزيرًا‏.‏

فأتاه الحرشي فشتمه وقيده وأمر بحبسه ثم أمر صاحب الحبس أن يزيده قيدًا فأخبر الحرشي بذلك فقال لكاتبه‏:‏ اكتب إليه إن صاحب سجنك ذكر أنك أمرته أن يزيدني قيدًا فإن كان أمرًا ممن فوقك فسمعًا وطاعة وإن كان رأيًا رأيته فسيرك الحقحقة‏!‏ وهي أشد السير وتمثل‏:‏ فإما تثقفوني فاقتلوني ومن يثقف فليس له خلود هم الأعداء إن شهدوا وغابوا أولو الأحقاد والأكباد سود فلما هرب ابن هبيرة عن العراق أرسل خالد القسري في طلب الحرشي فأدركه على الفرات فقال‏:‏ ما ظنك بي قال‏:‏ ظني بك أنك لا تدفع رجلًا من قومك إلى رجل من قيس‏.‏

فقال‏:‏ هو

  ذكر عدة حوادث

وحج بالناس هذه السنة عبد الواحد بن عبد الله النضري وعلى العراق والمشرق عمر بن هبيرة‏.‏

وعلى الكوفة حسين بن حسن الكن‏.‏

وعلى قضاء البصرة عبد الملك بن يعلى‏.‏

وفيها مات أبو قلابة الجرمي وقيل سنة سبع ومائة‏.‏

وفيها مات أبو قلابة الجرمي وقيل سنة سبع ومائة‏.‏

وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت النصاري‏.‏

وفيها توفي يحيى ابن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة‏.‏

وفيها مات عامر بن سعد بن أبي وقاص‏.‏

وفيها توفي موسى بن طلحة بن عبيد الله‏.‏

وعمير مولى ابن عباس يكنى أبا عبد الله‏.‏

وخالد بن معدان بن أبي كرب الكلاعي سكن الشام‏.‏

  ثم دخلت سنة خمس ومائة

  ذكر خروج عقفان

في أيام يزيد بن عبد الملك خرج حروري اسمه عقفان في ثماني رجلًا فأراد يزيد أن يرسل إليه جندًا يقاتلونه فقيل له‏:‏ إن قتل بهذه البلاد اتخذها الخوارج دار هجرة والرأي أن تبعث إلى كل رجل من أصحابه رجلًا من قومه يكلمه ويرده‏.‏

ففعل ذلك فقال لهم أهلوهم‏:‏ إنا نخاف أن نؤخذ بكم‏.‏

وأومنوا وبقي عفان وحده فبعث إليه يزيد أخاه فاستعطفه فرده فلما ولي هشام بن عبيد الملك ولاه أمر العصاة فقدم ابنه من خراسان غاضبًا فشده وثاقًا وبعث به إلى هشام فأطلقه لأبيه وقال‏:‏ لو خاننا عقفان لكتم أمر ابنه‏.‏

واستعمل عفان على الصدقة فبقي عليها إلى أن توفي هشام‏.‏